الأحد، 13 يونيو 2010

الهندرة ومدى حاجتنا إليها


فى عصر العولمة واقتصاديات السوق القائمة على التجارة الحرة والتوجه إلى الخصخصة والمنافسة القوية تسعى المنظمات للتواؤم والانسجام مع البيئة التي تعيش فيها، وتحاول تحقيق هدف البقاء والاستمرار عن طريق توفير الموارد والمصادر اللازمة لوجودها. وفي محاولة المنظمات للاستجابة للتغيرات في البيئة التي تعيش فيها بمختلف أنواعها وأبعادها كالبيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية والتكنولوجية، فإنها تقوم بعمل التغيير التنظيمي كطريقة فاعلة تساعدها في تحقيق
هدفها النهائي ، إذ نشهد كثيرًا من التطورات والتغييرات المتتالية والمتسارعة في جميع الأعمال والخدمات المقدمة، ونتيجة لذلك حدثت قفزات هائلة من التقدم الذي أنعكست آثاره بشكل واضح على الكثير من الأعمال والخدمات المقدمة مما أدى إلى الارتفاع بمعدلات ومؤشرات الإنتاج بصورة أعلى ، إضافة إلى جودة المنتجات وقلة الكلفة نتيجة تحسين أداء المؤسسات في معظم الدول المتقدمة من خلال تطبيق النظريات والأساليب والممارسات والإستراتيجيات الإدارية الحديثة. وفى ضوء المعطيات السابق ذكرها. ينبغي علينا ونحن كجزء من المنظومة العالمية أن نتأقلم ونستوعب
ونمارس هذه التحولات الكبيرة التى تحدث من حولنا فما كان يمارس من النظم والمبادئ الإدارية بالأمس لم يعد الأكفأ أو الأصلح ولا يتلاءم مع معطيات العصر( الإدارة البيروقراطية) ، وبالتالي يجب على مؤسساتنا أن تبادر فورا بإعادة النظر في جميع المفاهيم والأساليب الإدارية التي تمارسها ، وهذا يتطلب الحرص على تطبيق وممارسة جميع الأساليب الإدارية الحديثة في جميع مؤسساتنا وشركاتنا وهيئاتنا، بحيث يكون الهدف الرئيس هو الوصول إلى معدلات عالية من الكفاءة الإنتاجية وجودة الأداء حتى نستطيع تقديم الخدمة المطلوبة بالجودة العالية والسرعة المناسبة من أجل البقاء والاستمرار في المنافسة ، وللوصول إلى ما سبق ذكره ، يمكن للمؤسسات والشركات والهيئات أن تتبني فكرة أو أسلوب الهندسة الإدارية( الهندرة) التي تعتمد على التغيير الجذري والسريع للعمليات المهمة في المؤسسات والشركات والهيئات. ولما كان التغيير السريع مطلبًا حيويا لمنظمات الأعمال في عصر العولمة ، فإن تبني أسلوب هندسة الإدارة ( الهندرة) يعتبر مطلبا حيويا الآن لإجراء التحولات والتغييرات الجذرية المطلوبة بسرعة وبأمان في المؤسسات والشركات . ولضمان نجاح أسلوب الهندرة لابد من تبنيه من قبل الكوادر الإدارية العليا في المنظمات، حتى لا يتم مواجهته خلال البيروقراطية والنمطية وأصحاب النفوذ والمصالح الشخصية.

مفهوم الهندرة الإدارية :
- هو البدء من جديد من نقطة الصفر وليس إصلاح وترميم ما هو قائم أو إجراء تغييرات تجميلية بل التخلي التام عن إجراءات وممارسات العمل القديمة، والتفكير بصورة جديدة مختلفة لتحقيق متطلبات الجودة والكفاءة في العمل.
تعريف الهندرة :
الهندرة كلمة عربية جديدة مركبة من كلمتين هما (هندسة ) و(إدارة)
(Business Reengineering وهي ترجمة للمصطلح الإنجليزي والذي يعني إعادة هندسة الأعمال.
وقد نشأ مصطلح الهندرة لأول مرة في عام ١٩٩٢ م بواسطة الكاتبان الأمريكيان مايكل هامر وجيمس شامبي عندما أطلقا أسم الهندرة كعنوان لكتابهما الشهير (هندرة المنظمات .
وقد عرفها رونالد راست: " بأنها إعادة تصميم العمليات بشكل جذري بهدف تحقيق طفرات كبيرة في الأداء ."

وتعرف هندسة التغيير:
" إعادة نظر أساسية وإعادة تصميم جذرية لنظم وأساليب العمل لتحقيق نتائج هائلة في مقاييس الأداء العصرية مثل التكلفة ، السرعة ، الجودة ومستوى الخدمة المقدمة."

قد أحدثت الهندرة طفرة كبيرة وحقيقية في عالم الإدارة بما حملته من أفكار غير تقليدية ودعوة صريحة مفتوحة إلى إعادة النظر وبشكل جذري في كافة الأنشطة والممارسات والإستراتيجيات التي قامت عليها الكثير من المنظمات والشركات والمؤسسات العاملة في عالمنا اليوم .
والسؤال هو كم من المؤسسات التي تحتاج إلى تطبيق نظام الهندرة لإعادة البناء وفق معايير إدارية تحقق الجودة والكفاءة المطلوبة بعيدا على محاولات التجميل والإصلاحات الغير مجدية ومنالمهم جدا أن نعلم أن بداية التغيير الصحيح للوضع الغير مرضي هو الاعتراف بوجود الخطأ، فالحلول الإيجابية لأي مشكلة سواء كانت إدارية أو اجتماعية أو غيرها هو تحليل المشكلة بطريقة علمية والتعرف على أماكن الخلل ليتم وصف العلاج المناسب لها.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

بارك الله فيك اخي الكريم

اول مره ادري عن معنى الهندره شكرا لتثقيفنا في هذا المجال ..

موفق بإذن الله

د.عزيز طارش الدهمي يقول...

بالتوفيق

لكل مدير.. أربعة أشياء لن يخبرك بها موظفوك

  يعرف المديرون الناجحون أن قيام موظفيهم بالعمل دون أي شكوى، لا يعني رضاهم التام، أو أنهم لا يعانون من أي مشكلات في العمل، ففي بعض الأحيان ق...