إن استخدام لفظ
الاستراتيجية منذ عدة قرون ولكنه بدأ يتطور إلى أن وصل إلى المفهوم الحالي كما
يعتبر تعريف منظمة الأعمال نقطة البداية في التخطيط الاستراتيجي حيث يتم تحديد
الأهداف ووضع الاستراتيجيات، تحدث بالتفصيل .
يرى العديد من الخبراء والباحثين أنه في
عالم اليوم الذي يتسم بالتغير السريع وكثافة المنافسة والتطور التكنولوجي المذهل،
فإن المنظمات يجب أن تتبنى الفكر الاستراتيجي من أجل أن تضمن البقاء والنمو
والازدهار، وكلمة استراتيجية (Strategy) ترجع جذورها إلى الحضارة اليونانية وهي مستمدة من كلمة (Strategos) والتي ارتبط مفهومها بشكل صارم بالخطط المستخدمة لإدارة قوى
الحرب، ووضع الخطط العامة في المعارك .
وحديثاً أخذت هذه الكلمة معنى مختلف، وصارت
مفضلة الاستخدام لدى منظمات الأعمال المعاصرة خاصة تلك التي تتمتع بالمبادرة
والريادة في مجال نشاطها.
ومن التعريفات الشائعة للإدارة
الاستراتيجية أنها " عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بتخصيص وإدارة موارد
المنظمة من خلال تحليل العوامل البيئية بما يساعدها على تحقيق رسالتها والوصول إلى
غاياتها وأهدافها المنشودة .
ويحقق التوجه الاستراتيجي للمنظمة العديد
من الأهداف التي يمكن تلخيصها فيما يلي :
1- وضوح
الرؤية المستقبلية والقدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية .
2- القدرة
على تحقيق التفاعل البيئي في المدى البعيد .
3- تحقيق
النتائج الاقتصادية والمالية المرضية .
4- تدعيم
المركز التنافسي للمنظمة .
5- القدرة
على إحداث التغيير .
6- تخصيص
الموارد والإمكانيات بطريقة فعالة .
وتعتبر
الإدارة الاستراتيجية مدخل لمواجهة التحديات التنافسية التي يواجهها التنظيم،
ويمكن النظر إليها باعتبارها الخطة أو الإطار الذي يحقق التكامل للأهداف الرئيسية
والسياسات والتصرفات التنظيمية في كيان واحد متماسك، وهذه الاستراتيجية قد تمثل
إما مدخلاً عاماً للمنافسة أو تعديلات وتصرفات محددة يتم اتخاذها للتعامل مع موقف
معين، ويعني ذلك أن أحد الملامح الرئيسية للإدارة الاستراتيجية هو تبني المنظمة
لاستراتيجيات عامة والتي تتلاءم مع أهدافها الرئيسية، ومن أمثلة استخدام المنظمة
لواحدة من الاستراتيجيات العامة الثلاثة المعروفة وهي التكلفة أو التنويع أو
التركيز على قطاع سوقي معين، ولا تستخدم المنظمات التي تنتمي إلى نفس الصناعة استراتيجية
واحدة متماثلة، بل تستخدم في العادة استراتيجيات مختلفة والتي تساعدها أكثر من
غيرها على تحقيق ميزة تنافسية في أسواقها المستهدفة.
وعليه، يمكن النظر إلى مفهوم الإدارة
الاستراتيجية للموارد البشرية على أنها : " عملية الربط بين جهود تخطيط الموارد
البشرية والتوجهات الاستراتيجية للمنظمة ". كما يشير إليها البعض الآخر بأنها
: " العملية المخططة لحشد طاقات وأنشطة الموارد البشرية بغرض مساعدة المنظمة
في تحقيق أهدافها الرئيسية " .
وتتكون عملية الإدارة الاستراتيجية من
مرحلتين متميزتين ومترابطتين في ذات الوقت هما : مرحلة إعداد الاستراتيجية، ومرحلة
تنفيذ الاستراتيجية ، ففي خلال مرحلة إعداد الاستراتيجية فإن فريق التخطيط
الاستراتيجي يحاول الوصول إلى قرارات محددة بشأن التوجهات الاستراتيجية
المستقبلية، ويستلزم ذلك منه المرور بمجموعة من المراحل الفرعية المتتابعة والتي
تشمل : تحديد رسالة المنظمة وأهدافها الرئيسية، التحليل البيئي الخارجي والداخلي
بغرض الوقوف على الفرص والتهديدات ونواحي القوة والضعف، وتنمية البدائل
الاستراتيجية، ثم تقييم هذه البدائل في ضوء قدرتها على تحقيق الأهداف والغايات
التنظيمية، وتنتهي هذه المرحلة بالاختيار الاستراتيجي .
أما في خلال مرحلة تنفيذ الاستراتيجية، فإن
التنظيم يعمل على تطبيق الاستراتيجية التي تم اختيارها، ويتطلب ذلك : إعداد الهيكل
التنظيمي، تخصيص الموارد، التأكد من توافر الأعداد والمهارات البشرية المطلوبة،
تطوير نظام المكافأة الذي يحفز العاملين على بذل الجهود الكافية لتحقيق الأهداف
الاستراتيجية، وتجدر الإشارة إلى أنه بالنسبة للمشروعات القائمة ، فإن هذه العملية
لا تحدث بالتتابع السابق بالضرورة ، حيث تنطوي على عملية مستمرة لتوليد المعلومات
واتخاذ القرارات .
وفي السنوات الأخيرة تزايد إدراك المنظمات
بأن النجاح في عملية التخطيط الاستراتيجي تعتمد إلى حد كبير على المدى الذي يتم
فيه مشاركة إدارة الموارد البشرية في هذه العملية، فوظيفة الموارد البشرية يجب أن
تساهم سواء في مرحلة الإعداد أو مرحلة تنفيذ الاستراتيجية .
هناك تعليق واحد:
thank you
مؤسسة تنظيف الدوليه
إرسال تعليق